بلاغة العدول المعجـمي من الاسم إلى اسم الذات في السياق القرآني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بقسم اللغة العربية

المستخلص

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المختار وآله العدول المصطفين الأخيار، وعلى من سار بِدَرْبِهِم، وعدل عن سبل الردى إلى نور الهدى ما بقي الليل والنهار، أما بعد:
فمن المعلوم لدى الدارسين أن القدماء قد تنبهوا إلى سمة بارزة من سمات الأسلوب العربي هي سمة المراوحة بين الأساليب، والانتقال المفاجئ من أسلوب إلى آخر ومن صيغة لأخرى، ومن لفظ لأخر، وقد أطلقوا على هذه الظاهرة مصطـلحات عدة منها: الانتقال والانحراف والالتفات والعدول ومخالفة مقتضى الظاهر وشجاعة العربية وغير ذلك.
وكل هذه المصطلحات تدور حول معنى واحد وهو نقل الكلام مـن حالة لأخرى، وظاهرة العدول المعجمي من أبرز الظواهر وأوسعها انتشاراً في القرآن الكريم؛ وذلك لما تشتمل عليه من إثارة ذهن المتلقي ولفت انتباهه نحو دلالات متـنوعة، وهذا ما يحدثه الانتقال المفاجئ من لفظ لآخر " فإن كل خاصية أسلوبية تتناسب مع حدة المفاجأة التي تحدثها تناسبا طرديا بحيث إنها كلما كانت غير منتظرة كان وقعها في نفس المتلقي أعمق " ( )
ويتمثل العدول المعجمي بين " الألفاظ التي تتداخل دوائرها الدلالية بحيث تتلاقى في مساحة أو قدر مشترك من المعنى، ثم ينفرد كل منها ببعض الخصوصيات التعبيرية أو الطاقات الإيحائية التي لا يشاركه فيها سواه، فطرفا العدول في هذا المجال لفظان يشتركان فيما يطلق عليه علماء اللغة المعاصرون: الدلالة المركزية أو المعجمية أو الأساسية ويستقل كل منهما عن الآخر فيما يسمى عندهم: الدلالة الهامشية أو السياقية أو ظلال المعنى وألوانه، أما قيمة المغايرة بينهما فتتمثل في ملاءمة كل منهما ـ بدلالته المنفردة ـ للموقع الذي أوثر فيه من سياق الكلام "( )

الكلمات الرئيسية