استدراکات الإمام محمد عبده (ت1323هـ) في (تفسير المنار) على الإمام السيوطي (ت911ه) في (تفسير الجلالين) (سورة النساء أنموذجا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث ماجستير

المستخلص

الحمد لله العزيز الوهاب, مالک الملوک ورب الأرباب, الذي أنزل على عبده الکتاب هدى وذکرى لأولي الألباب, وأودعه العلوم النافعة, والبراهين القاطعة, وجعله في الطبقة العليا من البيان حتى أعجز الإنس والجان أن يأتوا بسورة من مثله, وصلاة الله وسلامه على من دلنا على الله وبلغنا رسالته, وجاءنا بالقرآن العظيم, وجاهد في الله حق الجهاد, وبذل جهده في الحرص على نجاة العباد, ورضي الله عن أصحابه أجمعين, الذين اختارهم الله لصحبة نبيه, فکانوا خير من وطأ الثَرى بعد الأنبياء, حملوا القرآن إلينا غضاً طريا کما أُنزِل, وقدَّموا أرواحهم في سبيل نشره, فبلغوا به ما أراد الله لهذه الأمة أن تبلُغ, فجزاهم الله عن أمة الإسلام خير الجزاء, وجمعنا بهم في دار کرامته.
أما بعد: فإن أشرف العلوم والمعارف وأعلاها قدراً علم کتاب الله – تعالى-, فکل علوم الإسلام تدور حوله وهي مستاقة من معينه غير أن علم التفسير هو أقواها علاقة به؛ إذ به يعرف المقصود من کلام الله – تعالى-, وکل ما کان متصلاً بالتفسير ومتعلقاً به کان له من القدر والمنزلة بقدر تعلقه به.
ولما کان الأمر کذلک؛ انْبرى علماء الإسلام في شتى الأقطار لدراسة کلام رب العالمين, فأفنوا أعمارهم, ونذروا حياتهم لخدمة الکتاب المبين حتى استخرجوا درره, واقتنصوا شوارده, ونهلوا من معينه, وارتشفوا من سلسبيله العزب.

الكلمات الرئيسية