تعد الزرافة من أجمل الحيوانات الأهلية؛ التي وجدت في الطبيعة، وعلي الرغم من ندرة الزرافة في بلاد الأندلس؛ إلا أن الشاعر الأندلسي، وصفها في عدة مناسبات، وأبرز جمالها، وإظهار حكمة الخالق في تكوينها، وإبداعها في أحسن صورة. الزرافة : بفتح الزاي، وضمها الحيوان المعروف، وهي متولدة بين ثلاث حيوانات بين الناقة الوحشية، والبقرة الوحشية، والضبعان، وهو الذكر من الضباع ، فيقع الضبعان على الناقة، فتأتي بولد بين الناقة، والضبع، فإن كان الولد ذكرًا، وقع على البقرة، فتأتي بالزرافة، وذلك في بلاد الحبشة، ولذلك قيل لها الزرافة، وهي في الأصل الجماعة، فلما تولدت من جماعة، قيل لها ذلك، والعجم تسميها " اشتركا ويلنك" لأن اشتر الجمل، وكاو البقرة ، ويلنك الضبع. وللزرافة العديد من الصفات؛ التي اتسمت بالجمال، والأناقة "وهي حسنة الخلق، طويلة اليدين، قصيرة الرجلين، مجموع يديها، ورجليها نحو عشرة أذرع ، ورأسها كرأس الإبل، وقرنها كقرن البقرة، وجلدها كجلد النمر، وقوائمها وأظلافها كالبقر، وذنبها كذنب الظبي، ليس لها ركب في رجليها، وإنما ركبتاها في يديها، وهي إذا مشت، قدمت الرجل اليسرى، واليد اليمنى، بخلاف ذوات الأربع كلها؛ فإنها تقدم اليد اليمنى، والرجل اليسرى، ومن طبعها التودد، والتآنس، وتجتر، وتبعر، ولما علم الله - تعالى - أن قوتها من الشجر جعل يديها أطول من رجليها؛ لتستعين بذلك على الرعي منها بسهولة." ( )