المعنى الإجرائي للحرية عند براين باري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحثة دكتوراه

المستخلص

تهتم الفلسفة السياسية الكلاسيكية كما تتجسد في أعمال أفلاطون Plato (427- 437 ق.م) وأرسطو Aristotle (384- 322 ق. م) بطبيعة الحياة الفاضلة، وتفترض أن المهمة الأساسية لأي دولة هي جعل أعضائها يعيشون حياة أخلاقية قوامها الخير والسعادة. أما الفلسفة السياسية الحديثة- كما نجدها في تقليد العقد الاجتماعي لهوبز Hobbes (1588-1679م) ولوك John Locke (1632- 1704م) وروسو Rousseau (1712- 1778م) فتهتم أساسًا بمسألة الشرعية السياسية: لماذا ومتى يحق لأي شخص ممارسة السلطة السياسية على الآخرين؟
ومن هنا حوَّلت الفلسفة السياسية الحديثة بؤرة البحث إلى صور الشرعية المستمدة من إرادة الشعب وحريته، ومن هنا أيضًا كان اهتمامها أكثر بمفهوم حرية الشعوب وإلى أي مدى يرتبط وجود الدولة ككائن سياسي بعمق الشعور بكوننا كائنات عقلانية تطمح في كل لحظة إلى الشعور بالحرية في ضوء علاقاتنا الاجتماعية مع بعضنا البعض عن طريق فتح آفاق غير محدودة بينا وبين الآخر المختلف عنا ومحاولتنا المستمرة لاحتواء هذا المختلف في إطار السعي نحو التكامل الوجودي لذواتنا البشرية؛ فالاختلاف بكل درجاته ومستوياته لا يعني التضاد أو الصراع الوجودي ليُهلك طرفٌ الطرفَ الأخر، وإنما الاختلاف هو جوهر وجودنا بوصفنا بشرًا كلٌ منا يمثل حالة خاصة من وجوده الذي يمثل حلقة في دائرة الوجود الإنساني الكامل؛ فالجميع مختلف، ولكنه اختلاف التكامل لا التباعد. وهذا لن يتحقق إلا بإيماننا جميعًا بالحرية الاجتماعية واعتبارها حقًا لكل منا.

الكلمات الرئيسية