معضلة يـوثيفرو "دراسة في طبيعة العلاقة بين الأخلاقيَّة والأوامر الإلهية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة سوهاج - محافظة سوهاج

المستخلص

تُعد معضلة "يوثيفرو" واحدة من أصعب المعضلات التي تواجه الفلاسفة والباحثين في مجالي فلسفة الأخلاق والدين على حد سواء، وهي تلك المعضلة المتعلقة ببيان طبيعة العلاقة بين الأخلاقيَّة والأوامر الإلهية، وترجع أصولها إلى الحوار "السقراطي-اليوثيفري" "لأفلاطون"، حيث كشف هذا الحوار عن وجود وجهتي نظر متعارضتين تمامًا، الأولى ترى أن منشأ الأخلاقيَّة ومنبعها يكمن في الأوامر الإلهية، ويمثل "يوثيفرو" وجهة النظر هذه، والأخرى ترى أن الأخلاقيَّة مستقلة استقلالًا تامًّا عن أيَّة تصورات لاهوتية، ومن ثم البحث عن أسس عقلية موضوعية للأخلاقيَّة، ويمثل "سقراط" وجهة النظر هذه.
وقد نتج عن هذه الدراسة باستخدام المنهج التحليلي النقدي والمقارن عدة نتائج، أهمها: أولًا: هناك اتجاه يرى أن الأوامر الإلهية هي التي تحدد طبيعة الأخلاقيَّة؛ فخيرية الأفعال وشريتها محددة بأوامر الله ونواهيه، وهذا الاتجاه يرفض استقلالية الأخلاق. ثانيًا: هناك اتجاه يرى أن الأخلاقيَّة مستقلة ذاتيًّا عن أيَّة تصورات لاهوتية، وأرجع فلاسفة هذا الاتجاه منشأها إلى عدة تبريرات، منها: التبريرات العقلية (أو الحدسية) والواقعية (أو الوصفية). ثالثًا: رغم المحاولات المعاصرة لتقديم رؤية معتدلة للتوفيق بين الاتجاهين السابقين، إلا أن المعضلة لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، فلا توجد أطروحة –فيما أعتقد- حاولت الجميع بين الاتجاهين إلا وقد وقعت في مفارقة أو تناقض.

الكلمات الرئيسية