نظرية التلقي في التراث العربي والفكر الغربي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب

المستخلص

فلا يمكن لأحد ادعاء تفسير آية من آي القرآن الكريم من مستوياتها جميعها، وإحاطته بكل دلالاتها؛ لهذا كان من التفسير ما يتعلق بالجانب المأثور، ومنه ما يتعلق بالبيان، والبلاغة والنحو، ومنه ما يتناول الأحكام الفقهية العملية، وهناك ما يبحث في الآيات الكونية التي تصور عظمة الخالق في الآفاق والأنفس، وهناك ما يغلب عليه الطابع العقلي وغيرها .
فالمفسر متلقٍ للنص القرآني؛ بوصفه قارئًا متدبرًا فيه، ومتعلقًا له، وتدبره فيه يحاول أن يتبين معاني النص واحتمالاته؛ ليصل إلى المقصود منه، فيكون مرة طالب معنى، ومرة تحليل وإعراب.
فالمفسر في أحيان ليست قليلة يكون محملًا بأعباء فكرية، وعقائدية مما يجعله يتوجه في تفسير إلى ما ينسجم مع ذلك، أي : مرجعياته، وتوجهاته. ولعل قول الإمام علي ـــــ رضي الله عنه ـــــ مصداق لهذا، عندما وصى عبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج : " لا تخاصمهم بالقرآن، فإن القرآن حمَّال ذو وجوه، تقول ويقولون ...."(1) ومن منطلق قول الإمام علي ــ رضي الله عنه ــ أنّ كل قارئ سيطلع على النص بمرجعياته الثقافية، وبما يمتلك من آفاق التوقع، أو التلقي التي تكمن فيها كل معاني القارئ، وثقافته، وخبراته وتأملاته التي تلقي بظلها على الدلالات التي ستخرج بها القراءة في النهاية، وكلما خالف النص آفاق الانتظار والتوقعات، ظهرت آفاق جديدة مغايرة وزيادة في المسافة الجمالية كما يدعوها ( ياوس).
والتي يمكن قياسها بردود أفعال القراء؛ لتشكيل التوتر بين أفق النص، وأفق انتظار الجمهور، فكلما خيّب

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية