ابن حزم وتأسيس المنهج النقدي "بحوث الأديان نموذجًا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الزقازيق

المستخلص

يعتبر ابن حزم من علماء الإسلام الذين ساهموا في بناء الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي والنهوض بهما، خاصة في مجال دراسة الأديان ونقدها نقدا ممنهجا صحيحا، ومن الذين اهتموا بدراسات الأديان الأخرى غير الإسلام، ومن السباقين إلى نقد النصوص الدينية، على نفس طريقة نقد المسلمين لنصوصهم الدينية، غير أن ابن حزم كان له الفضل في تمحيص وفحص ودراسة ومقارنة النصوص المقدسة اليهودية والمسيحية، تمحيصا دقيقا وفق منهج علمي رصين، لإثبات مدى صحتها من عدمها، وإثبات التحريفات والدسائس الواردة فيها، حيث اعتمد على منهج النقد الداخلي والخارجي للنص، وقد قرّر ابن حزم قاعدة مهمة إذ يقول: "وبالجملة فكل كتاب وشريعة كانا مقصورين على رجال من أهلها وكانا محظورين على من سواهما، فالتبديل والتحريف مضمون فيهما".

كما تميز منهج ابن حزم بالوضوح والبساطة، والرجوع إلى البرهان القائم على المقدمات الحسية أو الراجعة إلى الحس، وأوليات العقل وبديهياته، وهي التي أطلق عليها اسم "البراهين الجامعة الموصلة إلى معرفة الحق ."من حيث كون هل للنص المنتقد من وثيقة أصلية يعتمد عليها؟ وما تاريخ كتابتها؟ ومن كتبها؟ وفي أي زمن تمت كتابتها؟ ويمكن القول بأن ابن حزم هو المؤسس الحقيقي لعلم نقد الكتاب المقدس. كما كان صاحب جهد عظيم في بناء منهج الدراسة النقدية الموضوعية لأسفار الكتاب المقدس، يجعله الدارس الأكبر في هذا الحقل العلمي. وتسعى هذه الدراسة إلى الكشف عن الجوانب النقدية في شخصية ابن الأندلسي والتعرف عليه وعلى أهم الآليات المنهجية التي استخدمها ابن حزم إزاء نقده للكتاب المقدس، إذ نوع في أساليب الدراسة واستعان بمنهج النقد النصي والتاريخي والمقارن في كتاباته.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية