الخَلاص الذَّاتيِ "دراسة في اللَّاهوت الأنثروبولوجي المُتَحرّر عند بِيلاجيُوس"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة سوهاج مصر

10.21608/bfa.2024.324726.1407

المستخلص

يُعد "بيلاجيوس" Pelagius(354- 418م) واحدًّا من أهم الفلاسفة المتحررين دينيًا في فلسفة العصور الوسطى عامة، وفي الفكر المسيحي المبكر خاصة، وذلك لإعتماده على منهج عقلي في معالجاته الدينية، فقدم فلسفة أنثربولوجية دينية متحررة عقلانيًّا في فترة هيمنة الكنسية التي كانت تمارس على كافة أوجة الحياة العقائدية من ناحية، والفكرية من ناحية أخرى، لقد تبنى "بيلاجيوس" أنثروبولوجيا تُعلي من مكانة الإنسان في الحياة، وتدعو إلى الوعي الذاتي لتحقيق الخلاص ذاتيًّا، فقد دعت إلى حرية الإرادة الإنسانية في إدارة كافة الأفعال، هذا فضلًا عن رفضها لفكرة وراثة الخطيئة الأصلية، وأن البشر يرثون خطيئة "آدم" (عليه السلام)، ويجب التكفير عنها، ليس هذا فحسب بل دعت أيضًا إلى خيرية الطبيعة الإنسانية، وأنها ليست فاسدة أو محملة بأية خطيئة، وأن الإنسان ليس بحاجة إلى نعمة إلهية يتلقاها حتى تصبح أفعالة صالحة، بل أن أفعاله هي التي تحدد مصيره في الحياة الدنيا، وكذلك حياته الأخروية.
كما أن دعوة "بيلاجيوس" لفلسفته الأنثروبولوجية المتحررة تمثل ثورة فكرية ودينية على حد سواء، فهي تمثل ثورة على السياقات الفكرية التي كانت سائدة آنذاك، والتي تجعل الإنسان يخضع للاهوت والمتمثل في الكنيسة دون أن تكون له أي إستحقاقات أو جدارات تُنسب له، فكان أشبه بالدومية التي تحركها الكنيسة كيفما شائت، فكانت دعوته في حقيقة الأمر دعوة لتنمية إستقلال الذات من ناحية، للإصلاح الديني، والأخلاقي، والإجتماعي، والسياسي من ناحية أخرى.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية