فلسفة الحب الوجودي عند آلان باديو

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

قسم الفلسفة كلية الآداب جامعة اسيوط

المستخلص

يتناول موضوع هذا البحث (فلسفة الحب الوجودي عند آلان باديو) مسألة من ضمن المسائل المهمة التي تخص الحياة الإنسانية ألا وهي مسألة الحب، وفي الحقيقة إن طرق هذه الإشكالية يبدو من الوهلة الأولى عاديًا، إلا أن ما ليس عاديًا هو النظر إلى الحب من زاوية الفكر الوجودي. فما معنى أن يكون الحب وجوديًا؟. ولماَ كانت الفلسفة الوجودية تهدف إلى التأقلم والتكيف مع الواقع وتجاوز مشكلاته؟. فإن الحب الوجودي يهدف إلى نشر ثقافة جودة علاقات الحب؛ فالحب من وجهة النظر الوجودية حالة وجدانية يعاني خلالها المرء في شتى مراحل تطورها، فولكي يحافظ الإنسان على علاقات الحب التي تربطه بالآخر، عليه أن يتحمل المآسي والمتاعب؛ إذ لا حب بلا معاناة، ولهذا فالحب أضحى شكلاً من أشكال الفنون؛ حيث يبذل المحب مجهودًا مضنيًا لا من أجل الحصول على الحب، ولكن للحفاظ عليه ومحاولة استمراريته والقضاء على المخاوف التي تهدده وتقضي عليه، وهذا ما حاول الفيلسوف الفرنسي آلان باديو تأكيده من خلال قوله بابتكار الحب؛ فأدرك باديو حقيقة الحب، وأنه ليس شعورًا سلسًا ومريحًا، بل إنه دائمًا ما يكون محفوفًا بالمخاطر، كما أدرك أنه لا يمكن للإنسان أن يعيش حياته بعيدًا عن دائرة الحب، ولهذا حاول أن يُوجد حالة من التأقلم والتكيف مع صعوبات الحب، فقال بمصطلح ابتكار الحب، ومفاده - أن يبتكر المحب طرقًا جديدة لتجاوز التقلبات والخلافات والصعوبات التي تطرأ على علاقته بمحبوبه، من خلال التغافل عما يُفسد العلاقة بينهما والسعي نحو إيجاد أفعال تضمن استمرارية العلاقة - ، فيمكن القول: إن الابتكار هنا ابتكار للديمومة والاستمرارية، ويبقي ابتكار الحب الفعل الأهم والأصعب في فلسفة الحب.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية