الحقيقة والمجاز في آيات الصفات الذاتية المُتَضَمَّنة فِي الأَسْــــمَاءِ الحُسْنَى بَيْنَ أَهْلِ السُنَّةِ وَالمُعْتَزِلَةِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة سوهاج

المستخلص

أولًا: يقوم منهج أهل السنة على تقديم النقل على العقل، فهم يثبتون الصفات الإلهية لله تعالى على الحقيقة اللائقة به سبحانه؛ لذلك لم تخرج توجيهاتهم البلاغية للصفات الإلهية عن دائرة الحقيقة، وقد تجلى ذلك بوضوح من خلال تفسير الطبري لآيات الصفات الإلهية، وإن كان قد فسر بعض الصفات بلازم معناها المناسب للمقام فهو مثبت للصفة على الحقيقة اللائقة بالله تعالى، وتفسير الصفة بلازم معناها من باب الحقيقة لا المجاز.
ثانيًا: يقوم منهج المعتزلة على تقديم العقل على النقل؛ فإذا وافق النقل عقولهم قبلوه، وإلا أولوه بالمجاز؛ فهم ينفون حقيقة الصفات عن الله تعالى ويجعلونها مجازًا. وقد تجلى منهجهم من خلال تفسير الزمخشري، فكانت توجيهاته البلاغية للصفات لا تخرج عن دائرة المجاز اللغوي.
ثالثًا: اتخذ المعتزلة من القرينة العقلية ركيزة أصيلة لنفي الصفات الإلهية، وصرفها عن حقيقتها إلى المجاز، وحجتهم في ذلك تنزيه الله تعالى عن سائر الخلق. ولا يصح تسليط العقل البشري الضعيف القاصر المتفاوت على تلك الأمور الغيبية العظيمة الثابتة بالوحي، وإن لم نتصور كيفها.
رابعًا: لا يمكن فهم وتذوق ما انطوت عليه آيات الصفات الإلهية من أسرار بلاغية وخصائص بيانية، ونسمات إيمانية إلا من خلال منهج أهل السنة؛ لأن تفسير الصفة الإلهية بالمجازـ عند المعتزلة ـ يفضي إلى تعطيلها ونفيها، ومن ثم لا وجود للصفة أصلًا، فإذا انعدم الأصل انعدم الفرع.
وختاما يمكن القول: بأن منهج أهل السنة هو الحق، وتوجيهاتهم البلاغية لآيات الصفات الإلهية هي عين الصواب. ولا بد من مراجعة كل ما كتبه المعتزلة في علوم البلاغة العربية، وخاصة باب المجاز، فما وافق منهج أهل السنة قبلناه، وما خالفه رددناه عليهم

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية