خضعت المجتمعات في الأونة الأخيرة إلي العديد من التحولات والتغيرات في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية أثرت في بنيتها وتركيبتها واستقرارها. (زكي، 2005, 264) ولقد تأثر المجتمع المصري بالأخص كغيره من المجتمعات التابعة بالتغيرات القيمية الهائلة الناتجة عن تغلغل ثقافة الاختراق، فتراجعت القيم الإنسانية،وقيم الإبداع، وقيم العمل المنتج، مقابل الربح السريع وتفشت السلبية والأنانية واللامبالاه وتراجع دور الفرد في المشاركة الإيجابية في إتخاذ القرارات المتعلقة بالقضايا الوطنية والعربية وتأكد أن ثمة واقعاً اجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً وثقافياً مأزوماً، أفرز نوعاً من ضعف الانتماء . (سليمان، 2022) ومع بزوغ نجم الألفية الثالثة، وتنامي التطورات السريعة في المجتمعات الحديثة، برزت ظاهرة إعلامية – اجتماعية جديدة في نمطها تتمثل بظهور شبكات التواصل الاجتماعي social Mediaالتي استحوذت علي اهتمامات فئات عريضة من الجمهور حتي بات اليوم الملايين من البشر يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمختلف الأغراض، للترفيه والتعليم، والإعلان، والتواصل، والنشر، واكتساب المهارات والخبرات، ونشر المذكرات والصور، والبحث عن الوظائف، والتعارف والزواج، وتعلم لغات ومهارات كثيرة. ومع ظهور هذه الثورة المعلوماتية الهائلة مع بدايات القرن الحالي الحادي والعشرين، واقتحامها مختلف جوانب الحياة في المجتمع، وتحول الجمهور من جمهور سلبي إلي جمهور إيجابي، برزت بذلك الوقت مشكلات أخلاقية كبيرة جداً مصاحبة للثورة الاتصالية، وناتجة عن تطبيقاتها الحديثة، نتيجة التدفق الحر للمعلومات دون قيود أو شروط ولسهولة وصول الناس إلي هذه الوسائل. (الخريشة، 2016, 14)