إن قضية حقوق المرأة لا تمثل في حد ذاتها معضلة ، لأن المرأة انسان في المقام الأول والأخير ، لكن المأزق الذي يقع فيه الكثير هو ما يتردد عند البعض بأن المرأة ليس لها حق يعترف به و ما يتبع ذلك من تهميش لدورها سواء كان بمملكتها في بيت العائلة أم حتى عملها بالخارج . ويلقي ذلك الإهمال لحقوق المرأة على الدين نفسه فتختلط عليه الأمور وتصير هناك شبهات حول الدين تحتاج لإزالة اللبس والتوضيح . وما كان من مفكري الإسلام ألا يستسلموا لتلك الشبهات ويردوا عليها موضحين تقلب حال مكانة المرأة بحسب حالة الحضارة الإسلامية من ازدهار أو اضمحلال ؛ فكل ذلك انعكس بالطبع على الرؤية التي يمكن بها تقدير حق المرأة ومكانتها . وسوف أعرض في هذا البحث كيفية تناول المفكر الإسلامي محمد عمارة لقضية حرية المرأة وحقوقها ، وقد بين في مناظراته ومساجلاته رؤية الإسلام المرأة ودورها الحيوي سواء على المستوى العام أم المستوى الخاص فهي مربية أجيال المستقبل ومشاركة في المجتمع المؤمن بكل ما تستطيع.