شغف السلطة بالوعاظ والمذكرين في المغرب خلال عصري المرابطين والموحدين (448-668هـ/1059-1269م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث من الخارج تخصص التاريخ

المستخلص

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي اتخَذ من الوعظ والتذكير طريقًا للدعوة إلي الله، يعد من أعظم المسؤوليات التي تهدف إلى نشر الفضائل وإزالة المنكرات، وبالتالي يحقق التماسك الاجتماعي، فإذا ما قام العلماء والفقهاء بمسؤوليتهم تجاه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، استقامت أمور المجتمع وارتدع المنحرفون، وأما اِذا أهملت هذه المسؤولية، انتشر الضلال والظلم، والفساد بين أفراد المجتمع وسادت المنكرات.
حظي القائمون علي الوعظ والتذكير من فقهاء الدولتين المرابطية والموحدية بمكانة عالية لدي السلطة والعامة، بل كان لهم نفس الحظوة والمكانة في الدول التي سبقت عصري المرابطين والموحدين، وقد بلغ الوعاظ والمذكرون في دولتي المرابطين والموحدين، مكانة اجتماعية عالية لدي الأمراء المرابطين والخلفاء الموحدين وعامتهم؛ ربما كان ذلك راجعًا لكون عبد الله بن ياسين(1 ) الذي وضع اللبنة الأولي في الدولة المرابطية، يعد من جملة الوعاظ والمذكرين، حيث كان لخطبه الوعظية الأثر الأكبر علي شيوخ المرابطين وعامتهم. ( 2) لاسيما تلك التي ألقاها وهو علي فراش الموت، ووجهها إلي شيوخ المرابطين قائلاً: "يا معشر المرابطين، إنكم في بلاد أعدائكم، وإني ميت في يومي هذا لا محاله، فإياكم أن تجبنوا وتفشلُوا فتذهب ريحكم، وكونوا ألفةً وأعوانًا على الحق وإخوانًا في ذات الله تعالى".(3 )

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية