خيانة الأمانة في عهد ملوك الطوائف 422هـ/ 1030م ــ 479هـ /1086م

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث بقسم التاريخ

المستخلص

لما أعلن الوزير جهور بن محمد بن جهور ( )سقوط الخلافة الأموية في الأندلس, وثب كل أمير علي ما يسمي بدويلة يحكمها منفرداً, ولاشك أن لهذا الأمر خطورة كبيرة, وهي التي أسهمت بدرجة كبيرة في نهاية الأمر إلي ضعف الأندلس, وطمع الأعداء فيها, بسبب ذلك التشرذم الذي أحدثه ملوك الطوائف بعد انقضاضهم علي هذه الدويلات, ناسين أو متناسيين عظم الأمانة الملقاة علي عاتقهم.
وهذا ما يوضحه ابن الخطيب في مستهل حديثه عن دول الطوائف:’’ وذهب أهل الأندلس من الانشقاق, والآنشعاب, والافتراق إلي حيث لم يذهب كثير من أهل الأقطار مع امتيازها بالمحل القريب, والخطة المجاورة لعباد الصليب, ليس لأحدة في الخلافة إرث ولا نصيب, وانتحلوا الألقاب, وهم ما بين مجبوب, وبربري مجلوب, ومجند غير محبوب‘‘( ).
سنة435هـ/ 1043م توفي جهور بن محمد وتولي بعده ولده أبو الوليد محمد بن جهور ولكن أبا الوليد ما لبث أن حاد عن سياسة أبيه، فقدّم على الناس ولده عبد الملك، وأخذ عليهم العهد له، فأساء عبد الملك السيرة، واستبد بالسلطة, وتسمي بذي السيادتين ‌المنصور ‌بالله, ‌الظافر ‌بفضل ‌الله( ).
وكان ولداه ـ أي ولدي عبد الملك ـ يتنافسان علي الرئاسة والزعامة فكان لعبد الملك أمر الجند, ولعبد الرحمن أمر الجباية والإشراف علي الخدمة, وسرعان ما أدي التنافس بينهما إلي تفكير كل منهما في خيانة أخيه, وكان البادر هو عبد الملك إذ أقدم علي ابتزاز أخيه, بل وسجنه وحدد أقامته, علي الرغم من أن عبد الرحمن كان هو الأكبر سناً( ).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية