النقد الفقهي بالقرآن عند الإمام الباجي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث من الخارج

المستخلص

يعتبر النقد منهجا من مناهج البحث العلمي المهمة، وأساسا لبناء المعرفة الصحيحة، وأداة لتقويمها، وأحد أسباب تطور العلوم، ووسيلة لإصلاح الخلل الحاصل في كل جوانب المعرفة.
وهو يتناول كل إنتاج بشري يعتريه النقص أو الخطأ، ولا يكون إلا بعد دراسة وتمحيص للموضوع، ولا يمارسه إلا شخص متخصص في ذلك العلم يعرف أصوله وقواعده.
وقد أولى فقهاء المالكية عناية كبيرة للنقد الفقهي في منهجهم الفقهي ، وبذلوا جهودَا مضنية في خدمة المذهب وتنقيته من شوائب الفهم وأخطاء التنزيل أو الإفتاء أو التأليف ، ومعالجة كل أشكال الخلل المنهجي، والقصور العلمي، ومحاربة الانغلاق الفكري.
وهذه الجهود تعبّر عن رؤية فقهية إصلاحية شاملة ، ونزعة تجديدية تميز بها فقهاء المالكية ، وهذه الرؤية الإصلاحية يمكن اعتمادها كأساس للنهضة الفقهية الحديثة ، وهذا يؤكد بطلان الدعوى التي ترمي المذهب المالكي بالجمود والتحجر، وأن فقهاء المالكية مقلدون مطلقا لإمامهم، و لا يخرجون عن مذهبه ورأيه، و أن الحس النقدي غائب لديهم في دراستهم للمذهب، ومرد هذه الدعوى جهل أصحابها بتراث المذهب المالكي، أو أنهم لم يطلعوا عليه بالقدر الذي يؤهلهم لأن يصدروا في حقه الرأي الصائب.
وقد وضع الباجي كتبا ذكر فيها الأصول التي يعتمد عليها في استنباط الأحكام الشرعية والاستدلال عليها, ومن منطلق هذه الأصول كان نقده لمن خالفه, وأنه قسمها إلى ثلاثة: أصل, ومعقول أصل, واستصحاب حال, وقسم الأصل: إلى قرآن وسنة, وإجماع, وفي هذه الدراسة بيان لنقده بالقرآن, سواء كان نقده لآراء وأقوال داخل المذهب وهو ما يعرف بالخلاف النازل, أو خارج المذهب وهو ما يعرف بالخلاف العالي مع أنموذج لكل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية