طوفان الأقصى وأثره في الأدب العبري المعاصر الموجه للطفل دراسة سيميائية في قصة "הדובה חייכה ابتسمت الدبة" للأديب "אביעד רוזנהק أفيعاد روزنهك"

يُعد طوفان الأقصى الذي اندلع في السابع من أكتوبر عام 2023م نقطة تحول فارقة في بنية المجتمع الإسرائيلي، على المستويات السياسية، والاجتماعية، والثقافية والدينية. إذ لم تقتصر تداعيات الحدث على كونه مواجهة عسكرية فحسب، بل مثَل صدمة عميقة اجتاحت الوعي الجمعي الإسرائيلي. وأعادت تشكيل تصوراته حول مفهومي الأمان والانتماء. لم يقتصر تأثير عملية "طوفان الأقصى" على المجالين العسكري والأمني فحسب، بل امتد ليشمل البنية الثقافية والأدبية للمجتمع الإسرائيلي، فقد أسفرت العملية عن حراك أدبي لافت، تمثل في موجة غزيرة من الإنتاجات الأدبية، التي انشغلت بتناول الحدث وتفسيره. خاصة في أدب الطفل باعتباره وسيلة تربوية مهمة ومؤثرة في تشكيل وعي الطفل، وتوجيه إدراكه نحو مفاهيم وقيم معينة بهدف ترسيخها في وجدانه، لذلك حرص الأدباء الإسرائيليون على معالجة هذا الحدث، وطرحه بتوجهات معينة حتى يشب هذا النشء مشبعًا بالأفكار الصهيونية منفذًا لأهدافها، محققًا لآمالها.
وفي هذا السياق جاءت القصة محل الدراسة "הדובה חייכה ابتسمت الدبة"، فمن خلال قصة سردية رمزية قام المؤلف  "אביעד רוזנהק أفيعاد روزنهك" بشرح مبسط لهجوم السابع من أكتوبر بطريقة تتماشى مع عقلية الطفل الصغير. ولذلك فقد اختار سرد القصة على لسان مجموعة من الحيوانات نظرًا لتعلق الصغار بالحيوانات تعلقًا ملحوظًا، فالقصص على لسان الحيوان يعد من أقدم الفنون السردية في آداب الشعوب.
أما المنهج الرئيس المتبع في هذه الدراسة فهو منهج التحليل السيميائي، حيث يمكن تعريف السيميائية في معناها العام بأنها نظرية العلامات، فهي تشمل وصف كل التجارب الذهنية والدلائل الطبيعية. فهي تتيح للسانيات أن تتخطى المسائل النحوية وأن تعالج البنى الدلالية الخارقة للعنصر اللساني.
وتشمل هذه الدراسة على ثلاثة مباحث كالتالي: المبحث الأول: طوفان الأقصى وأثره في الأدب العبري الموجه للطفل، المبحث الثاني: التحليل السيميائي لقصة "הדובה חייכה ابتسمت الدبة، والمبحث الثالث: تحليل لغة السرد في القصة.