سيرة إبراهيم بن أدهم في العصر العثماني: دراسة في مخطوط "الروض النَّسِيم" لابن سِنَان القَرَماني (ت: 1019 هـ /1611 م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية دار العلوم- جامعة القاهرة

المستخلص

تقوم هذه الدراسة على بحث استقبال الصوفية المتأخرين لسيرة إبراهيم بن أدهم، وعلى الموازنة بين حياته التاريخية وما نسج حول اسمه من أساطير متنوعة الروافد والمؤثرات، وكان حاصلها أن تحول إبراهيم وليًّا شعبيًّا أعز ملكًا على الموجودات من السلطان الذي انخلع منه، واتسعت الأسطورة حتى شملت أباه وجده، وابنه ووالدته، وحتى جعلت إبراهيم يطوف البلاد ويفتح المدائن، ويَهْدي ملوك السند وقبرص، فصار بذلك أشبه شيء بالأبطال الشعبيِّين الذين يروي القوَّالون سيرهم في جموع العامة. وهناك ما يكفي من الشواهد على أن >إبراهيم المتخيَّل< هذا إنما ظهر في الأناضول وآسية الوسطى، وتأثرت الحكايات المصنوعة عليه بما كان يتداوله أهل تلك الأقاليم في موروثاتهم الشعبية الرائجة. وتأمل هذه الدراسة أن تسهم في تجلية هذا الجانب من تصوف العصر العثماني، وكيف جرى فيه استدعاء رجال الصدر الأول على غير ما يرويه التاريخ عنهم، وخلاف المعهود من أحوالهم ومنازعهم.

وترجع أهمية دراسة السيرة المتأخرة لإبراهيم بن أدهم إلى أنها مثال لثلاثة مسارات بحثية، ربما لم تصرف إليها عناية علمية وافية: أحدها- تمثلات التصوف في الخيال الشعبي والتراث الحكائي العامي: فكرًا وتجربةً وأعلامًا، والثاني- استدعاء المتقدِّمين من رجاله في العرفان النظري المتأخر وإعادة تشكيل صورتهم فيه، والثالث- سِيَر الأمراء التوَّابين، الذين خلعوا عنهم مُلْكَهم فجُوزُوا بمُلْك كونيٍّ فسيح، وما عسى أن تُسْفِر عنه دراسة تاريخهم وآدابهم من خصائص وسمات، يقع "الروض النسيم" عند ملتقى كلِّ ذلك؛ فيُرْجَى منه لذلك أن يثير العناية العلمية بهذه النواحي من تاريخ الحياة الروحية في الإسلام.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية

مجلة کلية الآداب
المجلد 77، العدد 77
(العلوم الإنسانية)
أكتوبر 2025
الصفحة 153-183

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات