الشائعات الرقمية وأساليب تفاعل الشباب مع المعلومات المغلوطة المتعلقة بالسياسات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث توفر منصة لتبادل المعلومات والآراء بين الأفراد والمجتمعات، ومن بين هذه الشبكات الاجتماعية، يبرز موقع "فيسبوك" باعتباره أحد أهم الوسائل التي تستخدمها فئات مختلفة من المجتمع للتواصل وتبادل الأخبار فيما بينهم؛ إلا أن هذا الاستخدام الواسع قد جلب معه تحديات متعددة، خاصة فيما يتعلق بمشكلة انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة، التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الأفراد والجماعات، بل وعلى المؤسسات الحكومية نفسها وكذلك في تأثيرها على الأداء الحكومي، حيث يواجه الشباب المصري تحديًا متزايدًا في التفاعل مع المعلومات المغلوطة المتعلقة بالسياسات الحكومية؛ هذه الشائعات، التي يتم نشرها عبر الفيسبوك وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، تؤدي إلى تشكيل تصورات غير دقيقة لدى الشباب حول قرارات الحكومة، مما قد يساهم في تغيير آرائهم أو حتى سلوكياتهم تجاه السياسات العامة.
إن البحث في كيفية تفاعل الشباب المصري مع هذه المعلومات المغلوطة أصبح أمرًا بالغ الأهمية لفهم آليات التأثير والتحكم في المعلومات، بالإضافة إلى الوقوف على أساليب التفاعل المختلفة التي يعتمدها هؤلاء الشباب في مواجهة الشائعات، ويستهدف هذا البحث تحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في زيادة الوعي الرقمي وتوجيه الشباب نحو الحصول على معلومات موثوقة، وتقديم الحلول اللازمة للحد من آثار هذه الظاهرة، كما تسلط الدراسة الضوء على أهمية فهم تأثير الشائعات الرقمية على الأداء الحكومي، مع التركيز على الدور الذي يلعبه الشباب المصري في تفاعلهم مع هذه المعلومات المغلوطة على منصة الفيسبوك. ومن خلال ذلك، يمكن تقديم توصيات عملية تهدف إلى زيادة فاعلية استجابة الحكومة والوزارات التابعة لها لهذه التحديات المتزايدة في عصر المعلومات.